غزة - فراس برس : تمشي في شوارع وحارات وساحات غزة اليوم، تجد الرايات الخضراء ترفرف من قبالة شارع صلاح الدين حيث يسلم على معبر بيت حانون 'ايرز 'شمالاً ' واصلاً بيده الطولة الى معبر رفح الحدودي مع جمهورية مصر العربية، الرايات الخضراء، وبين كل رايتين علم وطني، يستقبل الأسرى المحررين، في واحدة من الرسائل القوية التي تريد حركة حماس إيصالها الى الأسرى والعالم الذي سيشاهد احتفالات الاستقبال .
وحماس التي اكتسبت خبرة غير متواضعة في إدارة مثل هذه المناسبات خلال سنوات سيطرتها على قطاع غزة، بالقوة المسلحة من حزيران العام 2007 م، دعت الى اجتماع 'صوري' للفصائل والقوى الاسلامية والوطنية، بمدينة غزة، وترأست الاجتماع بكثير من المرونة والليونة الظاهرة، بينما برامجها اعدت سلفاً بعيداً عن الجميع الوطني، وحسب مجلس شورى الحركة والقيادات الميدانية والسياسية في الاطر الدعوية والارشادية والتوعيوية بالحركة، هذه الأطر التي تأخذ قراراتها بعيداً عن مكتب اسماعيل هنية وطاقم إدارته للقطاع، وقرارتها غالباً ما تكون جوهرية لخدمة حركة حماس، دون التفكير او أخذ اعتبارات أخرى لأي جهة أخرى مهما كانت .
الاتفاق ' الصوري' كما ورد من مصادر مطلعة، حضرت الاجتماع ينص على العديد من النقاط :
- اقامة احتفال مركزي بمدينة غزة ومدن أخرى والمشاركة مفتوحة لجميع القوى والفصائل.
- اقامة احتفالات متفرقة في أحياء غزة وحيث تجمعات الأسرى المحررين ومنازل ساكنيهم.
- رفع الرايات الوطنية للفصائل بما فيها رايات حركة فتح ولكن مشروطة أن ترفع رايات حركة حماس في الضفة الغربية .
- اقامة خيم استقبال للأسرى حسب اماكن تواجدهم .
- الحرية بكتابة الشعارات الوطنية المرحبة بالأسرى، باستثناء اللوحات الكبرى داخل مدينة غزة، لداخلية حماس وإعلامها حق استعمالها .
- زيارة ذوي الأسرى من قبل جميع الفصائل ولمن أراد قبل وصول الأسرى وبعده.
هذا ولم تشترط حركة حماس على القوى الوطنية والاسلامية أخذ أذن داخلية الحركة مسبقاً لتنظيم أي نشاط او فعالية بمناسبة تحرير الأسرى، وهو الإجراء الذي كانت تفرضه داخلية حماس بالسابق .
قيادي بحركة فتح يقول أن الاجتماع مع حركة حماس كان جيداً ولم يفرضوا على حركة فتح سوى أن تطلب من رام الله السماح لإنصار حركة حماس الاحتفال بالاسرى ورفع الرايات، والتعامل بالمثل في قطاع غزة، ولكن نفس القيادي قال :' قام انصارنا بطلاء بعض جدران مدينة غزة لكي نكتب عليها الشعارات المهنئة بتحرير الأسرى، تفاجئنا بسرعة استيلاء حركة حماس عليها وكتابة شعارات خاصة بها، وكان هذا أول خرق لما تم الاتفاق عليه '.
قطاع غزة الذي يعاني بوجود شاليط من الحصار، والانقسام الداخلي، مازالت عقلية الإحلال والاستيلاء حاضرة بكل قوة، وجولة بسيطة في قطاع غزة يكتشف بعدها المتجول أن حركة حماس هي عنوان كل فعل فيه مهما كان وطنياً او فصائلياً وغيرها حسب قربه وبعده من قلبها الأخضر ّ!!!.